الاثنين، 25 أغسطس 2014

مفهوم الحرية


مفهوم الحرية


اعطى الله الانسان الوصية لكى يعطية الاختيار بالطاعة او بالتعدى . فالوصية كانت تمثل ضابط هدفها اتاحة الفرصة لأكبر قدر من الحرية وليس مصادرة للحرية . وما كنا لنفهم معنى الحرية لو لم تكن لدينا فكرة الوصية .

(1)ولكن يبقى السؤال المحير هل انا مخير أم مسير؟

شعورى يقول فى كل لحظة انى حر ، وواقعى يكشف لى فى كل لحظة الوان من الجبر والقهر ، هل انا اختار حياتى ، ام ان حياتى هى التى تختار لى !!
والبعض يرى فى مشاكل وعقبات الحياة تقيداً لحريته ، وينسى ان الحرية تفقد معناها بمجرد سقوط المقاومات حولها لأن انعدام المقاومات حولى وامتلاكى لكل شىء معناه اكتفاء كل نقص عندى وبالتالى مطالبى ورغباتى لأن المطالب والرغبات منبعها احتياجاتى .وبانعدام الرغبة والمقاومة يسقط معنى الحرية لأنها تكون استهدافهاً فارغا الى لاشىء وتكون هى ذاتها لا شىء .فالحرية تعبر عن نفسها باختراق الظروف وهدم العقبات .
وهل تذوب المقاومات مع الزمن ؟ وهل تتقهقر العقبات ؟ والجواب نعم تتقهقر العقبات .ويتقدم العلم ويتحكم فى الحر والبرد والريح والماء ويطور القوانيين والانظمة الى احسن واحسن . وفى هذا دليل واقعى أكيد على حرية الانسان .
مثل مشكلة القوت والحرية
ان توفير القوت فى ذات الوقت هو توفيرا للحرية ، ولكن بشرط ان يكون الطعام فى خدمة الانسان ، وليس الانسان فى خدمة الطعام . والا كان هذا تبديداً للوقت والجهد و الفكر . والمقصود بذلك هو درجة الكفاف فالبحث عن المزيد من الطعام ليس كسبا للحرية و انما اضاعة لها .فقد كان غاندى اكثر الناس حرية وهو يسعى حافيا على قدميه .
واما الاعتراض بان الاخلاق قيود على الحرية  .والقانون قيد على الحرية والضوابط الدينيه قيود على الحرية . فأقول لك ان كل اختيار ضد القانون الطبيعى ليس اختياراً وانما اهدار للأختيار . فالحرية كانت دائما هى أكتشاف القانون الطبيعى والعمل فى اتجاهه وليس العمل ضده . فهذه القوانين  عند العمل فى اتجاهها فهى توفر المزيد من الحرية .
ومن يسألك هل اخترت شكلك وطولك وعرضك ؟ اقول لك لم أختر شكلى ولا طولى ولاعرضى . ولكنى لا ارى هذه الاشياء قيودا على حريتى بل اراها ادوات لحريتى . فالجسم هو اداة الارادة فى بلوغ اغراضها الا اذا مرض ولكن اعطانا الله العقل لنتغلب على امراضنا بالطب .
ولكن الانسان ليس هو حر حريه الله المطلقة . ولا مسيراً مجبورا جبر المادة . فهو مخير فيما يعلم ومسير فيما لا يعلم ويمكن ان تقول انك مخير ومسير فى نفس ذات اللحظة وهكذا يقرر ( كنت) فيقول أننا احرارا ومجبرون معا . فنحن احرار اذا نظرنا الى ذاتنا العاليه على الزمان . ونحن مجبرون اذا نظرنا الى افعالنا التى تتحقق فى الزمان
"

(2)ومن وجهه نظر فلسفية فان الحرية تعرف بأنها " اختيار الفعل عن رويه مع استطاعةعدم اختياره او استطاعة اختيار ضده "
ومن الرجوع الى نظريات الفلاسفة المختلفين فى الحرية .فنجد مفهومات مختلفة.
•        فمنهم من يقتنع بانها حرية الاختيار القائمةعلى الارادة المطلقة مثل بوسويه يقول ( اننى كلما بحثت فى ذاتى عن السبب الذى يدفعنى الى العمل ، فانى اشعر بانه ليس هناك من عله لأفعالى سوى حريتى ).
•        ومن يعتقد بانها الحرية الاخلاقيه . وهذاالنوع من الحرية هو الذى فيه نصمم ونعمل بعد تدبر ورويه بحيث تجىء افعالنا وليدة معرفة وتامل . فنحن نشعر بحريتنا حقا حينما نعرف ماذا نريد ؟ ولماذا نريد؟ أعنى حينما نعمل وفقا لمبادىء اخلاقيه يقرها عقلنا وتتقبلها ارادتنا .فالحرية هى ابعدما تكون عن الجهل ببواعث افعالنا .لاننا لا نكون احرارا حقا الاحينما نعمل وفقا لأسباب عقلية او بواعث معقولة نختارها ونحرص على مطابقتها والعمل وفقا لها .
•        ومن يقتنع ان الحرية فكرة  ( ديكارت) ، والشعور بالحرية شىء آخر . وما عسى ان تكون الحرية فى الحقيقة ان لم تكن هى الشعور بقدرتنا على الفعل ( مين دى بيران) .
•        فاعتقد بيران ان الواقعة الاولية هى (الجهد) بعكس ديكارت الذى اعتبرها ( فكرة)
•        ولهذا يستبدل بيران عبارة ديكارت المعروفة" انا افكر فانا اذن موجود" بعبارته الجديدة " انا افعل فأنا اذن موجود "  
       ومن يقتنع بحرية الحكيم او حرية الكمال,وحرية الكمال هى الصفة التى تميز ذلك الحكيم الذى استطاع ان يتحرر من كل شر ، وكل كراهيه ومن كل رغبه . اعنى حرية الفيلسوف الذى قد تحرر بالفعل من عبودية الاهواء والغرائز والجهل بل ويفترض استحالة فعل الشر ولذلك يقول ليبنتس " ان الله وحده هو الكائن الحر بأكمل معانى الحرية , واما الموجودات المخلوقة فهى ليست حره الا بقدر ما تسمو بنفسها فوق الاهواء " 

•        وبعد قرأتك هذا المقال احب ان اقول لك انه يمكنك ان تقبله ويمكنك ان ترفضه وهذا دليل أخر على حريتك ...


 
هذا المقال خاص بموقع info  مشكل ......... معلومات مفيدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق